قبل احد اللقاءات التي كان يلاقي فيها الزمالك فريق في الدوري الممتاز يدربه فاروق جعفر تحدث فاروق جعفر الي منافسي الزمالك وطلب منهم التركيز اول نصف ساعة فقط ووتناقل الكرة كثيرا في تلك الفترة وبذل كل ما يستطيعون في اول فترة وعندما سأله اللاعبون عن باقي المباراة قال فاروق جعفر ان جمهور الزمالك سيقوم بالباقي
فاروق جعفر الذي لعب للزمالك وكان نجمه الاول ودربه اكثر من مرة ويحفظ جماهير الزمالك كان يبلغ لاعبيه بالخلطة السحرية للتغلب علي الزمالك وهي اصابة جماهير الزمالك بالتوتر عن طريق الاحتفاظ بالكرة كثيرا لاشعار جمهور الزمالك بعجز الفريق وقتها يدرك فاروق جعفر ان جمهور الزمالك يتحول الي عبأ كبير علي اللاعبين والمدرجات المتوترة تنتقل اوتامتيكيا الي الملعب فيصاب الجميع بالتوتر ونشعر ان لاعبي الزمالك في مهمة ثقيلة يتمنوا ان تنتهي
ما يجعلنا نفتح هذا الملف قبل بداية الدوري ان هناك حالة من التفاؤل الكبير بالفريق ولكن الخوف دائما من ان تنقلب تلك الحالة الي حالة عكسية فعلي قدر ما تكون الاحلام والطموحات يكون دوما الغضب والاحباط
فمشكلتنا كنادي عموما كادارة وجماهير ولاعبين ان الامور لدينا كبيرة دوما وتاخذ اكبر من حجمها سواء في تحقيق النجاح او الاخفاق دائما هناك تضخيم للامور فنري الانتصار دليل انه لن يقف احد في طريقنا ونري الهزيمة انها نهاية الكون
يصيبنا الغرور سريعا ونصاب بفقدان الثقة اسرع
المشكلة ان خريطة الكرة المصرية سابقا التي صنعا الاحتراف الذي افرغ الاندية من نجومهاة وكان الدوري يضم ثلاثة او اربعة اندية قوية تستطيع ان تقدم مباريات تنافسية امام الاهلي والزمالك اما باقي اللقاءات فكانت تعتبر نزهة كروية قد تغيرت تماما منذ فترة واصبح هناك قوي جديدة تحتفظ بنجومها ولا تفرط فيها فعاد التنافس الي السابق عندما كان كل نادي يستطيع يحتفظ بنجومه وهو ما يحدث حاليا في ظهور قوي جديدة في الدوري المصري تستطيع ان تحتفظ بنجومها ولا تفرط فيها وفي نفس الوقت تضم عدد من الناشئين واللاعبين المتميزين وتوفر لهم استقرار فني ومادي
فاصبحت خريطة الدوري المصري تضم بجانب القوي التقليدية المتمثلة في الفرق الكبيرة فرق اخري قوية ايضا واصبحت كل الاحتمالات واردة قبل اي لقاء
فكل الفرق قوية وكل الفرق تستطيع عرقلة الاهلي والزمالك والاسماعيلي
اصبحت لقاءات كحرس الحدود والجيش والشرطة وانبي وبتروجيت لقاءات كبري تنافسية تحتمل كل الاحتمالات
هذا الواقع وتلك الخريطة لابد ان يدركها جماهير الزمالك قبل الجميع فالزمالك لم يكون فريقا يكتسح به فرق الدوري ولا يوجد هذا الفريق الان لكن الزمالك كون فريقا يمكنه من المنافسة علي اللقب ومواصلة المشوار الطويل الذي سيكون به نجاحات واخفاقات وسيتعثر الزمالك وسيقوم من عثراته
ويجب علي الجهاز الفني ان يجلس مع اللاعبين من الان ويتحدث معهم ان مرماهم معرض للاهتزاز وان عليهم استيعاب كيفية التركيز من اجل التعويض والعودة لاي لقاء وان كل الخيارات في اي لقاء موجودة ولابد ان تكون هناك استراتيجية للتعامل مع تأخر الفريق قبل ان يتعامل مع تقدمه
ولا بد ان يكون هناك تكتيك قبل اي لقاء واعداد نفسي لكل المواقف التي من الممكن ان يمر بها الفريق
بل ويجب ان يفهم اللاعبون ان الفريق لن يفوز باستمرار وتنتظره اخفاقات كما تنتظره النجاحات
الاهلي والاسماعيلي الموسم الماضي حصلا علي 63 نقطة في ثلاثين مباراة اي ان المعدل كان قريبا من ستة نقاط كل ثلاثة مباريات اي اننا لو نتخيل فريقا فاز في مبارتين ثم خسر مباراة وظل علي هذا المعدل لوجدناه ينافس علي الدرع 7 هزائم لم تمنع الاسماعيلي من ان يمتلك حظوظ المنافسة علي الدرع لاخر لقاء و9 تعادلات لم تمنع الاهلي من احراز الدرع فرق حافظت علي فرصها في المنافسة لانها تقبلت الاخفاق مثلما تقبلت النجاح وهو ما رفضناه فاسقطنا كل فرصنا في المنافسة منذ الهزيمة امام الاولمبي
لابد ان يتعامل الزمالك كادارة وجمهور مع هذا الواقع فعقد الفريق انفرط الموسم الماضي مع هزيمة الاولمبي ودخل الزمالك في دوامة كبيرة واستبعد هولاء وعاقب هولاء وجرب هولاء رغم ان الفرق التي نافست علي الدوري للنهاية تعرضت لعثرات امام فرق يعتبرها الجماهير صغيرة ولكن تعاملت تلك الفرق مع الاخفاقات بهدوء
وهذا هو ما يجب ان يعيه الجميع في الزمالك نحن ننتظر زمالك قوي يستطيع ان ينافس هذا هو ما ننتظره ونستطيع ان نجده ولكن ان بحثنا عن ايه سي زمالك الذي ظهر في بداية التسعينات واكتسح الجميع او حتي زمالك كابرال في بداية الالفية فاننا لن نجده فالواقع تغير وكل الاندية اصبح لديها فرق قوية ولديها نجومها واذا كان لدينا نجومنا فالفرق الاخري لديها نجومها
ولا يوجد النجم الذي ينزل الملعب ليحسم لك اي لقاء فالفرق زاد وعيها والدوري المصري اصبح تكتيكاته الدفاعية مثيلة للكرة في شمال افريقيا التي تأخذ كثيرا من الدوري الايطالي
ويجب الا يتحمل لاعب او اثنين حمل الفريق ويجب ان ندرك ان اي لاعب جديد يحتاج وقت ليقدم افضل مستوياته وماحدث من حرق لاجوجو من الممكن ان يحدث لميدو ورفاقه الجدد
فالاعلام الذي استطاع التاثير علي جماهير الزمالك لتحويل اجوجو في البداية الي هرقل سينزل يضرب المنافسين ليسجل والمرمي خالي وحرقه مع اول اخفاق يستطيع ان يكرر السناريو مع اي لاعب اخر فالتضخيم في البداية يجعل الحمل ثقيلا علي اللاعب ثم احراق اللاعب مع اول اخفاق يجعل الجماهير مستعده تماما لاحراقه بقدر نفس الاحمال التي رمتها علي لاعبها
علينا ان نتعامل مع لاعبينا باتزان فلا تضخيم وتهويل ولا حرق وهجوم
نستطيع ان ننتقد اي احد في ما نكتب او ما نفكر لكن ان تواجدنا في الملعب فعلينا ان نؤدي واجبنا وان نشجع الجميع
لا نهلل للاعب لم يقدم شيئا الي الان ولا نحرق لاعب مع اول اخفاق فالمدرجات لا بد ان تكون متزنه تحمل التشجيع ولا تحمل التهويل تحمل الحب ولا تحمل الهجوم والسباب
اكبر ميزة من ان يلعب الفريق علي ملعبه هو شعور اللاعب بالراحه لجمهور والا يشعر بالعداء مثلما يشعر به اللاعب في ملعب المنافس
علينا ان نوفر جو هاديء للاعبي الزمالك بعيد عن الضجيج سواء ضجيج المدرجات او الضجيج الاعلامي الذي يصاحب الزمالك سواء في نجاحه او اخفاقه
هناك سر في الدرجة الاولي لمدرجات الزمالك التي تضم بعض الافراد الذين لا يتعاملون الا بالسباب واللعان للجميع لاعبينا ومنافسينا والجميع جو مشحون غريب يبدا دائما من الدرجة الاولي التي يجب علاجها من قبل الادارة قبل بداية الموسم اما بمنع الجماهير المعروفة بتاثير ها السلبي علي لاعبي الفريق واما باهداء دعوات للاعبين لكي ياتوا باصدقائهم واقاربهم لتحقيق توازن في الدرجة الاولي خصيصا التي تبدا اغلب مشاكل اللاعبين من المدرجات منها
الجماهير الساخطة والمدرجات المشتعله والضجيج الاعلامي والتعامل مع الامور بالتضخيم هي اسوء ما يطارد الزمالك الفترة القادمة
جماهير الزمالك عرفت بالوفاء واتصفت به وهي حقيقة لا ينكرها احد ولكنها ايضا تتسم بالعصبية والانفعالية هذا واقع لن يغيره احد ولكن نطلب تقنينه لا اكثر علينا ان نجعل عصبيتنا وانفعالاتنا بعيدا عن لاعبينا
الوفاء الحقيقي هو الالتفاف حول الفريق والتشجيع الايجابي وليس مجرد التواجد في المدرجات فالايجابية في المدرجات اهم من التواجد في حد ذاته
علينا ان نتذكر في المدرجات ان واجبنا ان نشجع هولاء من نقتنع انهم لاعبين سيئين قبل من نقتنع انهم لاعبين جيدين لا يوجد لاعب ياتي بالانتصار لفريقه ولا يوجد لاعب ياتي بالهزيمة لفريقه فعلينا الا نتخيل ان هناك لاعب اتي بانتصار والا نتخيل ان لاعب هو السبب في الاخفاق
حتي لا تتحول مدرجاتنا لمحرقة للاعبين
يجب علينا ان نحلم بفريقنا ونؤمن بحظوظه في المنافسة وننتظر منه المنافسة لكننا لابد ان نؤمن ان للاخرين حظوظا واحلام مثلما لنا حظوظنا واحلامنا
والدوري مشوار طويل يفوز به الفريق الاكثر استعداد والاكثر تماسكا ومن يلتف جمهوره حوله في الاخفاق قبل النجاح